أدّى تألّق المنتخب المغربي إلى بزوغ نجوم من أصول مغربية في المهجر
2025-08-21 05:56:42
شكّل الأداء الاستثنائي للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر مفاجأة سارة للعالم العربي والإفريقي، حيث نجح “أسود الأطلس” في كتابة تاريخ جديد بوصولهم إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ المشاركات العربية والإفريقية. لكن اللافت في هذه القصة الناجحة هو التركيبة الفريدة للفريق الذي ضمّ 14 لاعباً من أصل 26 مولودين خارج المغرب.
سياسة استقطاب المواهب المهاجرة
اعتمدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استراتيجية واضحة لاستقطاب اللاعبين من أصول مغربية في أوروبا، حيث توجد جالية مغربية كبيرة تقدر بنحو 5 ملايين شخص. وقد أثمر هذا التوجه عن تشكيل فريق قوي يجمع بين المهارات الأوروبية والروح المغربية الأصيلة.
أسباب اختيار اللاعبين لتمثيل المغرب
يكمن سر نجاح هذه السياسة في عدة عوامل:1. التمسك بالجذور: حيث تحرص الأسر المغربية في المهجر على غرس القيم والتقاليد المغربية في أبنائها2. الروح الوطنية: يشعر اللاعبون بارتباط عاطفي قوي بالمغرب رغم ولادتهم ونشأتهم في الخارج3. الرعاية الأسرية: تلعب الأمهات المغربيات دوراً محورياً في تعزيز الانتماء الوطني لدى أبنائهن
نماذج مشرّفة للنجوم المغاربة
برز العديد من اللاعبين الذين اختاروا تمثيل المغرب رغم إمكانية لعبهم لمنتخبات أوروبية قوية، مثل:- أشرف حكيمي (مدريد): اختار المغرب على حساب إسبانيا- حكيم زياش (هولندا): رفض الضغوط الهولندية ليلعب مع المغرب- سفيان أمرابط: فضّل المغرب رغم تمثيله هولندا في الفئات السنية
تحديات وانتقادات
واجه هذا التوجه بعض الانتقادات من قبل:- منتقدين يرون أنه يقلص فرص اللاعبين المحليين- شكوك حول ولاء اللاعبين المولودين في الخارج- مخاوف من فقدان الهوية الكروية المغربية
مستقبل الكرة المغربية
مع هذا الإنجاز التاريخي، يتوقع أن:1. تتعزز سياسة استقطاب المواهب المغربية في المهجر2. تزداد الاستثمارات في تطوير الكرة المحلية3. تصبح المغرب وجهة جاذبة للاعبين ذوي الأصول المغربية
ختاماً، أثبت المنتخب المغربي أن الانتماء ليس مجرد مكان ولادة، بل هو ارتباط روحي وثقافي يتجاوز الحدود الجغرافية، مقدماً نموذجاً ناجحاً يمكن للعديد من الدول الاستفادة منه في تعزيز منتخباتها الوطنية.
