2025-07-07 10:14:31
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، وقد فرضها الله تعالى على المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة. ومن أهم أركان الصلاة قراءة القرآن الكريم، حيث يجب على المصلي أن يقرأ في كل ركعة من الصلاة المفروضة شيئاً من القرآن.

حكم قراءة القرآن في الصلاة
اتفق العلماء على أن قراءة القرآن في الصلاة واجبة، سواء في الصلاة المفروضة أو النافلة، وذلك لقول الله تعالى: "فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" (المزمل: 20). كما أن النبي ﷺ كان يقرأ في كل صلاة شيئاً من القرآن، ولم يثبت عنه أنه صلى بدون قراءة.

ويجب على المصلي أن يقرأ الفاتحة في كل ركعة، فهي ركن لا تصح الصلاة إلا بها، لقول النبي ﷺ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" (متفق عليه). وبعد الفاتحة، يُستحب أن يقرأ سورة قصيرة أو آيات من القرآن، خاصة في الركعتين الأوليين.

مقدار القراءة الواجبة
أقل ما يجب قراءته في الصلاة هو الفاتحة، وأما الزيادة عليها فمستحبة. ويجوز للمصلي أن يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن، سواء آيات قليلة أو سورة كاملة، حسب ما يتيسر له. وقد كان النبي ﷺ يقرأ أحياناً سوراً طويلة في الصلاة، وأحياناً قصيرة، حسب حاله وحال المصلين خلفه.
القراءة في الصلوات المختلفة
تختلف القراءة في الصلاة حسب نوعها:
- صلاة الفجر: يُستحب الإطالة في القراءة، حيث كان النبي ﷺ يقرأ فيها بسور طويلة نسبياً مثل سورة "ق" أو "الواقعة".
- صلاة الظهر والعصر: تكون القراءة متوسطة الطول.
- صلاة المغرب: يُستحب أن تكون القراءة قصيرة، حيث كان النبي ﷺ يقرأ فيها بالسور القصيرة مثل "الكافرون" و"الإخلاص".
- صلاة العشاء: تكون القراءة متوسطة، وقد يقرأ الإمام سوراً أطول قليلاً.
أهمية التدبر في القراءة
لا يكفي مجرد قراءة القرآن في الصلاة، بل ينبغي للمصلي أن يتدبر ما يقرأ، حتى تكون صلاته خاشعة مقبولة. قال تعالى: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ" (الحديد: 16). فالتدبر في القراءة يجعل الصلاة أكثر تأثيراً في القلب.
الخاتمة
قراءة القرآن في الصلاة المفروضة واجبة، وهي من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه. فيجب على المسلم أن يحافظ عليها، ويتدبر معاني الآيات، حتى يحصل على الأجر الكامل، وتكون صلاته مقبولة عند الله تعالى.